من طرف اميرة الشرقية الثلاثاء 15 فبراير - 11:33
كان اعتصام مطاحن القاهرة في مارس الماضي بؤرة ضوء جديدة في المشهد النضالي الذي رسمته احتجاجات عمال مصر خلال الشهور القليلة الماضية، مؤكداً على قدرة العمال على الحركة والفعل والتغيير.
أشرف سعيد أحد القيادات العمالية التي شاركت في إضراب المطاحن، حاوره الاشتراكي، في محاولة للتعرف علي رؤية القادة العماليين الجدد لواقع الطبقة العاملة المصرية اليوم.
لماذا اعتصم عمال المطاحن؟
البداية كانت مع قرار وزارة التضامن الاجتماعي بإجراء ممارسة عامة لطحن الدقيق 82% في يناير الماضي، ورسيت الممارسة على 9 مطاحن قطاع خاص بسعر 1520 جنيه للطن، وتم سحبها من مطاحن القطاع العام بمصر الوسطي (المنيا) لأنها تقدمت بسعر 1524 جنيه للطن، كان معنى ذلك أن إنتاج مطاحن مصر الوسطي سوف يتوقف لأنها لن تستطيع تسويقه، وهذا معناه انهيار أجور العاملين في هذه المطاحن، فتظلم العمال لكن لم يسمعهم أحد فأعلنوا الإضراب في مارس الماضي، فلم يكن أمام وزارة التضامن إلا التحايل على الموقف لتهدأ العمال، فقررت توزيع إنتاج مطاحن مصر الوسطي على مطاحن شمال وجنوب القاهرة، وهو ما يعنى نقل الضرر الذي احتج من أجله عمال مصر الوسطي إلى عمال القاهرة، الأمر الذي رفضه عمال مطاحن القاهرة وقرروا مواجهته.
كيف بدأ اعتصام العمال؟
لم يكن في نية العمال الاعتصام بدليل أنهم عملوا خطوات كثيرة قبل الاعتصام في محاولة وقف قرار وزير التضامن، فتقدموا بمذكرة لوزيرة القوى العاملة تتضمن حلول للخروج من الأزمة، والتي أرسلت مذكرة العمال لوزير التضامن، إلا أنه لم يستجب لنا، وأصر علي قراره، وكأنه يقول لنا "اخبطوا دمغاكو في الحيطة!"، فلم يجد العمال بد من إعلان الاعتصام ومنع شحنة الدقيق القادمة من المنيا بأي وسيلة، وبالفعل أعلن عمال مطاحن جنوب القاهرة اعتصامهم يوم الخميس الموافق 29 مارس الماضي، والمشكلة كانت إن الجمعة والأحد أجازة رسمية، وكمان الإدارة أعطت العمال السبت أجازة خوفاً من اعتصامهم خاصة وأن شحنة الدقيق كان المفروض توصل يوم الأحد.
كيف تغلب العمال على هذه المشكلة؟
قررنا ذهاب جزء كبير من العمال للمطاحن خلال أيام الأجازات لأننا كنا مصممين على منع عربيات الدقيق من الدخول، وكان يوم الاثنين هو اليوم الحاسم حيث اعتصم جميع العمال، وأعلنوا نيتهم عن الإضراب عن الطعام في عدم الاستجابة لمطالبهم، وسوف يطورا الاحتجاج إلي الإضراب عن العمل إذا استمر رفض الوزارة.
ما هي المطالب التي رفعها العمال في الاعتصام؟
العمال لخصوا مطالبهم في شعارات هتفوا بها خلال الاعتصام "معتصمين... معتصمين، معتصمين والحق معانا ضد وزارة بتتحدانا"، "اكسر قلة... اكسر زير ضد قرار الوزير"، وغيرها من الهتافات التي أطلقها العمال، وكانت مطالب العمال محددة في خمسة مطالب، إلغاء قرار الوزير، وحماية المعتصمين، والحماية من التموين خوفاً من تحرير محاضر ضدنا، وكذلك زيادة الحوافز، وتثبيت المؤقتين من العمال.
كيف انتصر العمال؟
استمر الاعتصام لمدة ساعات، حاولت وزارة التضامن مع وزير الاستثمار ووزيرة القوى العاملة إنهاء الموقف بالتحايل على مطالب العمال، لكننا كنا منتبهين لذلك وقررنا عدم فض الاعتصام دون الحصول على وثيقة رسمية من وزارة التضامن الاجتماعي بالاستجابة لمطالبنا، رغم تعرضنا لضغوط الإدارة وأمن الدولة علينا إلا أن الاعتصام استمر حتى الساعة السادسة مساء، حتى تم الاستجابة لمطالبنا.
في رأيك، لماذا اتخذت وزارة التضامن هذا القرار؟
هناك أسباب كثيرة، منها الفساد، لأن مطاحن القطاع الخاص بتدفع رشاوى وعمولات، والمطاحن العامة لأ، كمان المسألة مرتبطة بخطة الحكومة لإلغاء الدعم على العيش وتخسير المطاحن العامة وتوقيفها تمهيداً لبيعها، مع العلم أن المطحن بتاعنا علي سبيل المثال تم تطويره في الفترة السابقة بمبلغ 21 مليون جنيه، هل كان هذا التطوير لزيادة الإنتاج أم لتوقيف المطحن؟!، هذا هو الفساد.
ما هو أثر موجة الاحتجاجات العمالية الأخيرة على حركة عمال المطاحن؟
طبعاً كانت لها أثر إيجابي كبير، لأننا حسينا أننا لو اتحركنا ممكن ننجح زى زملاؤنا الآخرين في غزل المحلة وكفر الدوار وشبين الكوم... وغيرها، كمان كانت هذه الاحتجاجات خبرة كبيرة لينا، فأنا لما بقعد مع محمد عبد المنصف من حلوان وبسمع عن تجربتهم بتعلم حاجات وبستفيد، وأكيد لو اتسعت دائرة الخبرة بلقاء أكبر عدد ممكن من القادة العماليين حتكون الفايدة أكبر، والتأثير أقوى.
كيف يمكن لعمال مصر وقف الهجوم عليهم؟
على مستوى المطاحن احننا مصممين على التصدى للخصخصة، ووقف المعاش المبكر إذا لم يكن في مصلحة العمال، لكن علي مستوى مصر الحكاية عايزة ثورة تكسر كل السياسات اللى ضد العمال.